29 - 06 - 2024

رؤية خاصة| خائنون والله أعلم

رؤية خاصة| خائنون والله أعلم

لا عجب أن يخرج  معدومو الانتماء في مجموعات هزيلة تعوي باسم داعش الإرهابية في عدد من شوارع مصر.

داعش التي ذبحت مواطنين مصريين بدم بارد ولقيت بعضاً من جزائها بضربة الثأر المصرية،يحولها كارهو بلدهم إلى نشيد وشعار يعوون به في تشف مهووس.

أفعال على وضاعتها يائسة وبائسة ومثيرة للاشمئزاز. تذكرنا بأفعالهم المثيرة للشفقة وصرخات الإثارة والفرحة المجنونة التي تتراقص على وجوههم كلما ألم بمصر أو أبنائها مكروه مهما عظم أو تفه،حتى لو كان مجرد إخفاق في مباراة أو منافسة رياضية.

توقف العجب منذ زمن وحل مكانه اليأس في إصلاح هؤلاء المارقين. ولما العجب؟ وهم أنفسهم الذين يزرعون القنابل شديدة الإنفجار في الأماكن العامة المأهولة بالناس ويضرمون النار في القطارات ومحطات الكهرباء وغيرها من الأماكن الحيوية.

أشقاء هم مع الداعشيين في عشقهم إراقة الدماء وإضرام النيران.

حتى وقت قريب ورغم كل جرائمهم الحقيرة كان يحدونا الأمل في الإصلاح والتصالح والمصالحة. حتى قريب كنا نحسب أن تلك الأفعال على شناعتها هي انعكاس لغضب عارض يطفو على السطح فيما تظل الصدور مغلقة على شيئ من الانتماء للوطن الذي حوى وأنشأ وعلم وأطعم. كان جزء من العقل – عقلي أنا على الأقل- يحيل هذه الأفعال إلى تأثير الحماقة والولدنة ويأبى انتزاع صفة الوطنية والولاء عن الحمقى والصغارعمراً وعملاً.

موقف وراء موقف، وجريمة وراء جريمة وردة فعل وراء الأخرى أخذت تعري شيئاً فشيئاً وطبقة وراء طبقة مايعتمل حقاً في القلوب وتجيش به الصدور. سواد وكراهية وأحقاد و-ياللعار- خيانة .. نعم للأسف خيانة لا أقل من ذلك.

الأصوات التي تعوي تحت سماء مصر باسم داعش أصوات خائنة لاتعرف معنى كلمة وطن ولا تفقه في الدين ديناً.

الأيدي التي تتمثل حرائق داعش وتضرم مثيلاتها في المنشآت ستضرمها غداً وبكل برود في الأجساد والأرواح.

الرسائل التي توجه إلى قيادات الغرب ( الذي يصفونه بالكافر والذي يبدو أنه أعلن أيمانه فجأة) تطالبه بالتصدي لحق مصر في الدفاع عن نفسها ضد إرهاب داعش هي رسائل خائنة سطرتها أيدٍ خائنة مردت على الخيانة واستقر قرارها عليها.

المناشدات التي توجه للرئيس الأمريكي تطالبه بالتدخل في مصر لإعادة من أزاحهم الشعب المصري هي مناشدات خيانة صادرة من خونة لايأبهون بأن يتكالب الذئاب على بلدهم ويعملوا مخالبهم فيها حتى يقتنصوها ولو جثة ممزقة.

وإن تعجب فعجب اتهامهم للحكم الحالي في مصر بموالاة أمريكا والائتمار بأمرها .. هي ذاتها أمريكا التي يوجهون لها الرسائل التحريضية ويلتقونها سراً ويجتمعون مع مخابراتها ووكلائها في هذه العاصمة وتلك. كيف يستقيم ذلك وبأي منطق يفترض إن صح اتهامهم أن تستجيب أمريكا لتحريضهم؟

وإذا استجابت الراعية الأكبر للفوضى في العالم وصاحبة توكيلها الحصري في الشرق الأوسط ومصر، فأي حقيقة تكشفها تلك الاستجابة؟ من الموالي لأعداء بلده ومن الذي يأتمر بأمر من؟

ما أفظع الخيانة وأشد إثم الخائنين.

##

 

مقالات اخرى للكاتب

السفير موطلو شن :قطاع النسيج بات وجهة رئيسية للاستثمارات التركية في مصر





اعلان